-A +A
مشعل السديري
أنا مغرم نوعا ما بالبحث والقراءة والتقصي من الإحصائيات الميدانية الموثقة، على أساس أنها تحمل الكثير من المصداقية، ومن ثم هي توسع مداركي المحدودة.
ووقعت قبل مدة على التقريـر التالي:

جاءت نتائج تقريـر التنمية البشرية 2014م، صادمة في ما يتعلق بتبريـر ضرب الزوجات في المجتمعات العربية، حيث احتلت الأردنيات اللاتي يبررن ضرب الزوجة ممن شملتهـن الدراسة المرتبة الأولى بنسبة (90%)، تليهن الصوماليات (75%)، ثم الجزائريات (67%)، فالمغربيات (63%)، ثم العراقيات (51%)، والسودانيات (47%) والمصريات (39%)، فالتونسيات (30%)، وجاءت اللبنانيات أخيرا وبفارق واضح حيث بلغن نسبة (9%)، ولم يذكر التقريـر بيانات عن الدول العربية الأخرى - انتهى.
طبعا أنا تهمني النساء السعوديات، وتأسفت أنني لم أجدهن ضمن تلك الإحصائية، لأنهن الوحيدات اللواتي أمون وأخاف عليهن، ولا أريد لأي واحدة منهن أن تشك حتى ولا بطرف دبوس، غير أن أسفي ولله الحمد لم يذهب بعيدا، حيث إنني إيضا بعدها بأيام قرأت الخبر التالي المزعج:
كشف إحصاء حديث صادر عن وزارة الشؤون الإجتماعية عن وجود (1897) حالة عنف لنساء لجأن للحماية الاجتماعية التابعة لوزارة الشؤون الإجتماعية.
كما أنني عرفت عن محاضرة نسائية طرحت فيها قضية (العنف الأسري)، وتفاجأت بأن إحدى الحاضرات دافعت عن ضرب الأزواج لزوجاتهم قائلة بالحرف الواحد: إنني أستفز زوجي بأي طريقة لكي يضربني، لأنه بعد ذلك (يدللني)، ويحتضنني إذا شاهدني أبكي.
واستمرت قائلة: إنني أتحمل ضربه لي بالعقال، وتوجيه اللكمات لي، لأنني إذا صبرت سوف أدخل الجنة بصبري عليه.
فردت عليها إحدى الحاضرات متهكمة: ولماذا لا تدخلين الجنة وانت سعيدة ياستي، بدلا من أن تدخليها ووجهك ممتلئ بالكدمات ؟!.
غير أن معادلة العنف قد تغيرت عالميا بعد إحصائية في الغرب أثبتت أن (46%) من الرجال وقعوا ضحية عنف زوجاتهم أيضا.
ولكن عنف من عنف يفرق، فعنف المرأة ضد زوجها هو في الغالب لا يزيد على خربشة وجهه بأظافرها الطويلة، غير أن عنف الزوج لا يقتصر فقط على اللكم والضرب بالعقال، ولكنه قد يصل إلى أكثر من ذلك.
فأعرف رجلا أصوله من البادية، وتعلم في أمريكا، غضب من زوجته وأراد أن يؤدبها، فما كان منه إلا أن يضربها على رأسها (بالعجرا)، مما أوقعها (بكومه) واختلال عقلي لازالت تعاني المسكينة منه.
وصدق (ضيدان العصيمي) عندما نصحني قائلا: عليك يا مشعل أن تردد دائما كلما أصبحت وأمسيت ترفع كفوفك للسماء وتدعو:
أعوذ بالله من المشعاب والعجرا، والبدوي إذا تحضرا.
ملاحظة: فالمشعاب لمن لا يعرفه، هو عبارة عن عصا غليظة نهايته معكوفة مثل علامة (J)، والعجرا عصا غليظة نهايتها مدردمة من حجم كرة (التنس) – والله أعلم.